فلسطين ... هذا هو الحال ... فكيف يكون المآل ؟
جدد اللاجئون الفلسطينيون في الأردن والبالغ عددهم ستة ملايين نسمة تأييدهم لخيار استمرار الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لنيل حقهم في العودة إلى ديارهم التي طردتهم إسرائيل منها بالقوة العسكرية في غمرة تقصير عربي، وكذلك حقهم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وأكد العديد من لاجئي المخيمات الفلسطينية في اتصالات متعددة أجرتها العديد من الفضائيات العربية بمناسبة دخول الانتفاضة عامها الخامس أن الانتفاضة قد أعادت الوحدة للشعب الفلسطيني بفلسطين وأرض الشتات بعد انقسامهم جراء توقيع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو مع إسرائيل عام 1993.
ويرى اللاجئون أن الانتفاضة كشفت عن هشاشة كل الاتفاقات الفلسطينية الموقعة مع 'إسرائيل' وزيف الادعاء الإسرائيلي بقبول السلام مقابل إعادة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، كما أن الانتفاضة أعادت الاعتبار لقضية اللاجئين وحقوقهم بالعودة والتعويض بعد أن تم تجاهلهم في أوسلو.
ويقول اللاجئون إن الانتفاضة وحدت المقاومة الفلسطينية واستطاعت إفشال المشروع الصهيوني بفرض حل استسلامي على الشعب الفلسطيني بالقوة المسلحة.
ويرى المستبعدون أن القوة العسكرية الإسرائيلية لم تنجح في وقف الانتفاضة والمقاومة، وأن استمرارها سيجبر إسرائيل على القبول بحل يرضي الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على أرضه وحل عادل لقضية اللاجئين.
وحول المخاطر التي تواجه الانتفاضة والمتمثلة في القمع الإسرائيلي المتصاعد والمدعوم سياسيا من أمريكا من جهة، وخطر الإجهاض السياسي من جهة أخرى، أجمع اللاجئون على أن 'إيمان الشعب الفلسطيني وقواه السياسية بهذا الخيار يجعلنا واثقين من تجاوز هذا الخطر'.
وقال اللاجئون: نحن لا نتوقع من العرب مقاتلة إسرائيل لأن هذا مفروغ منه بالنسبة لنا، ولكننا نطالبهم بوقف رفرفة الأعلام الإسرائيلية فوق العواصم العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني حتى تدرك إسرائيل وحليفتها أمريكا أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم.
التعليق:
لا شك أن حال الشعب الفلسطيني وحال الأرض التي بارك الله حولها منذ الاحتلال الغاشم عام 1948 إلى ما قبل أربعة أعوام؛ قبل اندلاع الانتفاضة وانتشار أريجها الذي جدد الإيمان وأحيا الأمل وأنضج الأمة، كان حالا كئيبا محزنا، حيث الخزي المرفرف بجناحيه المظلمين الكالحين على تلك البقاع الطاهرة، خزي جلبه المتآمرون ممن جلسوا على الكراسي العاجية وتنفسوا من كير الحياة ما ملأ صدورهم بالنتن وقلوبهم بالأمراض.
وزاد الخزي مهانة تلك الدماء التي سالت كالنهر من الشيوخ العجزة، والنساء الثكالى والأطفال اليتامى، دون حراك من أمة كان يهاب من ذكرها السامعون، تساقطت تلك الجثث مضرجة في دمائها بين الحين والآخر في مذابح قام بها بنو صهيون لينبتوا من خلالها كيانهم المزعوم.
كان هذا هو الحال ... أرادوا أن يوظفوا الخزي والدم والأشلاء لتكون قواعد بنائهم ودولتهم وهيكلهم، ولكن يشاء الله أن يجعلها ملحمة تزكو بأحداثها القلوب ويتجدد بها الأمل داخل الصدور، وتطمئن بالشهيد تلو الشهيد النفوس، إلى أن وعد الله المكتوب آت ولا محالة، وأن ما يحدث –برغم ألمه- إنما هو ميلاد للفجر، وبعث للنفوس، وتطهير من ذاك الخزي الذي لاصق الأرواح قبل الأبدان والعقول.
لقد آل الحال إلى انتفاض الدم وانفجار بقايا اللحم والعظم لتقتل وتزلزل ذاك البنيان المزعوم، لقد استحال الفلسطينيون خوفا ملأ قلوب يهود، وجعلهم يتخبطون في الأقوال والأفعال، وصار همهم الشاغل كيف نخضع الانتفاضة والانتفاضيين، كيف نوقف هذا المارد الذي بدأ يخرج من قمقمه، ويحرر نفسه من سلاسله التي كبلناه بها على مر القرون، وكيف نعيد لبني صهيون شعورهم بالأمان داخل أرض الميعاد.
لقد ذاق المنتفضون طعم الكرامة والعزة ونفضوا عن قلوبهم وأرواحهم وأبدانهم سياج المهانة والذل، ومن ذاق المر ثم طعم الحرية فلن يرضى بغير العلو سبيلا.
لن تتوقف الانتفاضة برغم الكيد والمكر، لن يتوقف البركان الهادر عن إلقاء حممه لتغطي ذاك النجس الذي عم الأرض، وبرغم حر حممه إلا أنه سيثري الأرض ويزكي الأمة، سيمهد الله بتلك القلوب النابضة والأرواح العامرة بالإخلاص والتي جادت بأنفاسها في سبيله الطريق، وسيرشدها السبيل [والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين]، ولن يضير الخير المكر مهما قوت شوكته وعظمت آلته [ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين] .
ولكأني بأيام الله وقد أقبلت وهبت نسماتها ولكأني بالمن الإلهي وقد تنزل [ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ...] .