السلآمُ عليكُمْ و رحمة اللهُ و بركآتِه
قآل إبنْ القيمْ فِي كِتآبُه الرائِع | الأرواحُ | أنَّ أرواحُ المَوتِي تُصرف مِنْ قبورهآ فِي ليلةُ الجَمعةٌ و فِي يومِهآ
لِدرجةُ أنهُ يقـُول :
- إنَّ الأرواحُ تأتِي لِلبيتُ و تَسألُ عَنْ كُل شيءٌ عَنْ الأولآدُ و الزوجَةٌ و حَتي عَنْ قِطةُ البيتْ!
و يقـُول :
- إنَّ رَّوحُ المَيتُ تُنآدِي عَلي الأهلُ و الأولآدُ و الأصحآبْ بصَوتٌ يَسمعهُ كُل شيءٌ مآ عَدآ الإنسآنْ
و لو سمِعهُ ... لصُعِق كَمآ أخبرَّ النبيُ صَلي اللهُ عليهِ و سَلمْ فِي الحَديثُ الصَحيح.
تَقـُول الرَّوحُ :
- يآ أهلِي .. يآ أصحآبـِي .. يآ أحبآبـِي لآ تَلعبنَّ بكُمْ الدُنيآ كَمآ لعِبت بـِي ، لقدْ جَمعتُ المآل مِنْ الحَلآلُ تآرةٌ
و مِنْ الحَرامْ تآرةٌ أخري ، و تَركتُه لكُمْ تَتمتَعونْ بهِ و هآ أنآ ذآ أعآقـَبْ عَلي جَمعِه و كَنزه.
و الرَّوحُ مِنْ أمرُّ اللهُ بمَعنِي أنهُ لآ يَعرِّف حَقيقتُهآ إلآ اللهُ عَز و جَل القآئِلُ :
(( وَ يَسْألـُونـَّكَ عَنْ الرَّوحُ قـُلْ الرَّوحُ مِنْ أمْرُّ رَّبـِي وَ مَـآ أوُتِـيـتُمْ مِنَّ العِلمْ إلآ قـَـلِـيلآ ))
صَدق اللهُ
و لقد زارَّ النبيُ رَّجُلآ مَريضآ فوجَد مَلـَكُ المَوتُ عِند رأسِه ، فقآلَ لهُ النبـِيُ :
- أرفِق بصآحِبي ، فإنهُ مؤمِنْ.
فقآل مَلـَكُ المَوت :
- يآ رسُول اللهُ .. و اللهِ إننِي بكُل مؤمِنْ و مؤمِنةٌ ، رَّفِـيقٌ بكُل مُسلِمْ و مُسلِمَةٌ ، و اللهِ لو أردتُ أنْ أقبـِضَ رَّوحُ
بعُوضةٌ مآ قدِرتُ عَلي ذلِك حَتيّ يأذنُّ اللهُ عَز و جَل لِي.
و الرَّوحُ لهآ تَعلـُقآتٌ بآلجَسدُ ، فهُنآكَ تُعلق الرَّوحُ بآلجَسدُ و الإنسآنْ جَنينْ فِي بطِنْ أمِه ، حَيثُ يُنفـَخ فِيهِ الرَّوحُ
بَعد 120 يَومآ ، و لِذلكَ نجـِدُ أنَّ الحَق عَز و جَل يَـقـُول فِي مُعرض إمتِنآنِه عَلي الإنسآنْ :
(( و جَعلتُ لكَ فِي بطنْ أمِكَ مُتكأينْ أحدِهِمآ عَنْ يمِـينِك و الآخرٌّ عَنْ شِمآلِك ، أمآ الذِي عَنْ شِمآلـُكَ فهُوَّ الكَبـِد ،
و أمآ الذِي عَنْ يَمِـينـُكَ فهُوَّ الطـُحآل ... فهَل يقدِرٌّ عَلي ذلِك أحَدٌ غيري ، و عَلمتُك القِـيآمْ و القـُعود فِي بطِنْ
أمِكَ ... فهل يقدِرٌّ عَلي ذلِك أحدٌ غيري ، فلمآ حآنَّ مَوعِدُ خروجـِكَ مِنْ بطِنْ أمِكَ أمَرتُ المَلـَكُ المُوكَل بذلِك
فأخرجَك عَلي رِّيشةٌ مِنْ جـِنآحَيهِ لآ لكَ سِنْ تَقطعُ بهِ و لآ يدٌ تُبطِشَ بهآ .. فهَل يقدِرٌّ عَلي ذلِك أحَدٌ غيري ،
و أنبَتُ لكَ فِي صَدرُّ أمِكَ عِرقينْ يُخرِّجآنْ لكَ لبنآ حآرآ فِي الشِتآءُ بآرِّدآ فِي الصَيْفُ .. فهَل يقدِرٌّ عَلي ذلِكَ أحدٌ
غيري ، فلمآ كَبُرَّ سِنُكَ و إشتَدَ عُودِكَ و قـُوِّيَ عَظمُكَ بآرزتَنِي بآلمَعآصِي و مَع ذلِك فإنْ عُدتَ إليَّ فأنآ حَبيبُكَ ،
و إنْ رَّجَعتَ إليَّ فأنآ طـَبيبُكَ لأننِي أنآ اللهُ لآ إلهَ إلآ أنآ الرحمَنْ الرحِـيمْ )).
و هُنآكَ تُعلق الرَّوحُ بآلجَسدُ و الإنسآنْ فِي الدُنيآ و هُنآكَ تُعلق الرَّوحُ بآلجَسدُ النومْ
و النومْ أخـُو المَوتْ كَمآ قآل النبيُ صَلي اللهُ عليهِ و سَلمْ :
- النومْ أخـُو المَوتْ و أهلُ الجَنةٌ لآ يَنآمُونْ.
و هُنآكَ تُعلق الرَّوحُ بآلجَسدُ فِي القبرٌّ ، و كَذلِك تُعلق الرَّوحُ بآلجَسدُ يَومْ القِـيآمَةٌ.
و يَبقي لِي أنْ أقـُول :
- إنْ الإنسآنْ مَهمآ عآشَ فِي هَذهِ الدُنيآ و مَهمآ مَلـَكَ مِنْ مَتآعُهآ الفآنِي فإنهُ فِي النهآيَةٌ سَوف يَلقي اللهُ
و صَدق مُحَمَّدٌ رَّسُول اللهُ ( عليهِ الصلآةُ و السلآمْ ) عِندمآ قآل :
- إنَّ اللهُ إمْتَنَّ عَلي إبنْ آدَمْ بثلآثٌ بَعد ثلآثٌ ، إمْتَنَّ اللهُ عَلي إبنْ آدَمْ بآلرِّيحُ بَعد الرَّوحُ ، و إمْتَنَّ اللهُ عَلي إبنْ آدَمْ
بآلدُود فِي الجُثةٌ ، إمْتَنَّ اللهُ عَلي إبنْ آدَمْ بآلمَوتُ فِي الكِبرٌّ ، و ذلِك أنْ الإنسآنْ عِندمآ يَكبُر فِي السِنْ يمِلهُ أهلِه
و يمِلهُ أولآدِه و يمِل هُوَّ نفسِه فيكُونْ المَوتُ أستَرٌّ لهُ.
نسألُ اللهُ رَّب العآلمينْ أنْ يُعلِمنآ ، و أنْ يَنفعُنآ بمآ يُعلِمنآ ، و أنْ يَهدينآ إلي طـَريقُ الخيْرٌّ
إنهُ نِعم المَولي و نِعم النصِـيرٌّ و بآلإجآبَـةُ جَديرٌّ