أمنا عائشة زهرة الإسلام
أحببت أن تشاركونى قصيدة الواعظ الأندلسي أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله المعروف بابن بهيج الأندلسي في بعض مناقب حبيبة رسول الله أم المؤمنين الملقبة بأم عبد الله الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وهي قصيدة بديعة تقولها الشاعر على لسانها رحمها الله ورضي عنها وعلى بطن حملتها وظهرا اتت منه وغفر لمحبيها ولعن مبغضيها :
عائشة المُبَرَّأةُ مِن فوقِ سبع سماوات, لم يتزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بِكْراً غيرها, ولم ينزل عليه الوحيُ في لِحافِ امرأةٍ سواها, ولم يَكُنْ في أزواجِهِ [ وهم ال البيت كما جاء ذكرهم في القرآن الكريم ] مَن هي أحبُّ إليه منها. ولم يكن في الرجال احب اليه من ابيها .
لا تُعلَمُ امرأةٌ في الدُّنيا هي أعلمُ بشرعِ الله منها, الطاهرة المطهرة الصديقة بنت الصديق حب رسول الله وابنة حبه رضي الله عنها وعن أبيها. حُبُّها قُربةٌ, وبُغْضُها ضلالٌ, وسَبُّها فُجورٌ, وقد أجمع صالح العلماء على كفرِ مَن قَذَفَها ؛ لأنَّه مُكَذِّبٌ للقرآن. سيدة نساء العالمين بلا منازع . أم المؤمنين، اما غير المؤمنين فليست لهم بأم، لأن الله تعالى يقول (وأزواجه أمهاتهم).
قال الله تعالى { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا } وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الاولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا }.
وآية التطهير إنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه كما قال الله تبارك وتعالى : فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي خاصة اى زوجاته ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي وهم آل رسول الله زوجاته .
والقصيدة مطبوعة بتحقيق أ . د فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومي – مكتبة التوبة . وقد اخترت من بعض ابياتها قوله :
ما شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إِنِّي أَقُولُ مُبيِّناً عَنْ فَضْلِها ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَاني
يا مُبْغِضِي لا تَأتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ فالبَيْتُ بَيْتي والمَكانُ مَكاني
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني
وَسَبَقْتُهُنَّ إلي الفَضَائِلِ كُلِّها فالسَّبقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبي فالْيَوْم يَوْمي والزَّمانُ زَماني
زَوْجي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ اللهُ زَوَّجني بهِ وحَبَاني
وأتاهُ جبريلُ الأمين بصورتي فأحبني المختارُ حين رآني
أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ وضَجيعُهُ في مَنْزلي قَمَرانِ(1)
وتَكلم اللهُ العظيمُ بحُجَّتي وبَرَاءَتِي في مُحكمِ القُرآنِ
واللهُ خَفرَني وعَظَّمَ حُرْمَتي وعلى لِسَانِ نبِيِّهِ بَرَّاني(2)
والله في القرآن قد لعن الذي بعد البراءة بالقبيح رماني
واللهُ وبَّخَ منْ أراد تَنقُّصي إفْكاً وسَبَّحَ نفسهُ في شاني
إني لَمُحْصَنةُ الإزارِ بَرِيئَةُ ودليلُ حُسنِ طَهارتي إحْصاني
واللهُ أحصنَني بخاتِمِ رُسْلِهِ وأذلَّ أهلَ الإفْكِ والبُهتان(3)ِ
وسَمِعْتُ وَحيَ الله عِندَ مُحمدٍ من جِبْرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني
أَوْحى إليهِ وكُنتَ تَحتَ ثِيابِهِ فَحَنى عليَّ بِثَوْبهِ خبَّاني
مَنْ ذا يُفاخِرُني وينْكِرُ صُحبتي ومُحَمَّدٌ في حِجْره رَبَّاني؟
وأخذتُ عن أبوي دينَ محمدِ وهُما على الإسلامِ مُصطَحِبان
وأبي أقامَ الدِّين بَعْدَ مُحمد فالنَّصْلُ نصلي والسِّنان سِناني
والفَخرُ فخري والخلافةُ في أبي حَسبي بهذا مَفْخَراً وكَفاني
أنا ابْنَةُ الصِّديقِ صاحبِ أحمدٍ وحَبيبهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نصرَ النبيَّ بمالهِ وفِعاله وخُروجهِ مَعَهُ من الأوطانِ
ثانيه في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى بردائهِ أكرِم بِهِ منْ ثانِ(4)
وجفا الغِنى حتى تَخلل بالعَبا زُهداُ وأذعن أيَّما إذعانِ
وتخللتْ مَعَهُ ملائكةُ السما وأتتهُ بُشرى الهِ بالرضوانِ
وهو الذي لم يخشَ لَومةً لائمٍ في قتلِ أهلِ البَغْيِ والعُدوانِ
قتلَ الأُلى مَنَعوا الزكاة بكُفْرهم وأذل أهلَ الكُفر والطُّغيانِ
سَبقَ الصَّحابةَ والقَرابةَ للهدى هو شَيْخُهُم في الفضلِ والإحسانِ
واللهِ ما استبَقُوا لنيلِ فضيلةٍ مَثلَ استباقِ الخيل يومَ رهانِ
إلا وطارَ أبي إلي عليائِها فمكانُه منها أجلُّ مكانِ
ويلٌ لِعبدٍ خانَ آلَ مُحمدٍ بعَداوةِ الأزواجِ والأختانِ(5)
حصرتْ صُدورُ الكافرين بوالدي وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغان(6)
أكرم بأئمةِ شرعنا فهُمُ لبيتِ الدينِ كالأركانِ
اللهُ ألفَ بين وُدِّ قلوبهم ليغيظَ كُلَّ مُنافق طعانِ
جمع الإلهُ المسلمين على أبي واستُبدلوا من خوفهم بأمان
وإذا أراد اللهُ نُصرة عبده من ذا يُطيقُ لهُ على خذلانِ
من حبيني فليجتنب من سبني إن كانَ صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظَّ بمُبغضي فكلاهما في البُغض مُستويانِ(7)
إني لطيبةُ خُلقتُ لطيب ونساءُ أحمدَ أطيبُ النِّسوان
إني لأمُ المؤمنين فمن أبى حُبي فسوف يبُوءُ بالخسران
اللهُ حببني لِقلبِ نبيه وإلي الصراطِ المستقيمِ هداني
واللهُ يُكرمُ من أراد كرامتي ويُهين ربي من أراد هواني
والله أسألُهُ زيادة فضله وحَمِدْتُهُ شكراً لِما أولاني
يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ(8)
صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ
إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ
خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
***
1ـ القمران: أبو بكر وعمر, وهما ضجيعا النبي صلى الله عليه وسلم.
2ـ خفرني: حماني وأجارني.
3ـ قوله تعالى: (( سبحانك هذا بهتان عظيم )).
4ـ الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء.
5ـ الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة, كأبيها وأخيها.
6ـ حصرت: ضاقت صدورهم.
7ـ ألظ: لَزِمَه ولم يفارقه.
8ـ قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد,يخاطب بها الرافضة لعنهم الله.