كان الأهم من بحث وتمحيص مقطع فيديو الاعتداء على دورية المرور في (سيسد) الطائف إرسال فرق تعزيز فورية في حينه وحفظ هيبة الدورية والقبض على محاولي الاعتداء على رجل الدورية الوحيد، أما الأكثر أهمية فهو الصرامة والشدة في عقوبات مرتكبي مثل هذه الممارسات، والضرب بيد من حديد على كل من يعتدي على الأنفس والأملاك والحقوق، سواء بالسرقة أو ممارسة أعمال الإزعاج و(البلطجة)، ومنها التفحيط!!.
الاستهانة وطول النفس وتحمل ممارسات المفحطين جعلهم يتمادون، ويتحولون من صبية يزعجون الناس إلى عناصر مؤذية لرجال المرور ودورياته، وجعل هذه الظاهرة تتطور من ظاهرة إزعاج وهواية يبحث (الطيبون) لها عن بديل مقنن إلى مظهر عصيان وجريمة تقتل وتتلف الأملاك وتحث على سرقة سيارات الأبرياء وإتلافها ورميها أو الهروب والاستمتاع بالمطاردة.
نحن ندفع الآن ثمن التهاون مع هؤلاء والتعامل معهم بلين مفرط، والذهاب إلى أبعد من ذلك في سلوك إعلامي لا يتناسب مع واقعنا بإجراء الحوارات المتلفزة مع بعضهم، وهذا لو حدث مع وجود عقاب رادع موجع فلا بأس، أما أن تستضيف مفحطين وتجري الحوارات اللينة الطريفة معهم مع غياب للعقوبة الموجعة فإن في ذلك تشجيعا وحثا.
مجمل القول أن علينا أن نعيد النظر في التعامل مع جرائم التفحيط والسرقة والسطو والابتزاز، وهي جرائم أكثر من يمارسها شباب يفتقد لتربية وسيطرة ولي أمره، وما لم نواجههم بتطبيق أقصى العقوبات، مثلما يحدث في الدول التي عانت منهم، فإننا سنجرب ذات المعاناة، وقد يتطور الأمر، وقد يخرج عن السيطرة.
محمد بن سليمان الأحيدب