وقع حادث أمام المخيم الذي كنت فيه أنا وبعض زملائي وعوائلنا ، كان ذلك في منتصف الليل بتاريخ 28/3/1432هـ الموافق 3/3/2011 م ، وتجمع كل من كان في تلك المنطقة وتجمهروا حول الشخصين اللذين كانا في السيارة المنكوبة ، وقد خرجا من زجاج السيارة بسبب الانقلاب ، أحدهما كان شرق السيارة مُلقى على الأرض لا يتحرك ، لكنه يتنفس ، والآخر جنوب غرب السيارة وكان له أنين .
سوف أشرح مكان الحادث بالتفصيل لكي تعيشوا الواقع ، السيارة كانت قادمة من مفرق الصمان من الشمال بمحاذاة محمية الثمامة باتجاه الجنوب ، باتجاه ( محطة خزام ) الشهيرة . وعندما انقلبت السيارة انحرفت إلى الجهة اليمنى من الطريق السريع جهة المخيمات .
لا نعلم ما سبب انقلابها أو ماذا حدث بالفعل ، ولكن العجيب الغريب أننا ( أقصد كل من تجمهر حول السيارة ) قمنا تلقائياً بالاتصالات لكي نسعفهم ، فقد قمت أنا بدوري بالاتصال على طوارئ أمن الطرق لأن الحادث كان يبعد عن نقطة تفتيش منتزه الثمامة حوالي 1500 متر أو 2000 متر ، ولكن مع الأسف الشديد رد علي رجل أمن الطرق ، ولن أسميه رجل أمن لأن رجل الأمن يكون مسؤول عن كل ما فيه أمن البلاد والعباد وليس الطريق فقط ، على العموم رد علي فقال : نعم !!! قلت : يا أخي وقع حادث مروري مفجع وهناك مصابين و...... ، قاطعني : هذا ليس من طبيعة عملنا !! اتصل على طوارئ المرور ، فأجبته : بإمكانك أن تقوم بالبلاغ عن طريق جهاز اللاسلكي وبالمرة تبلغ الهلال الأحمر ، أجاب : اتصل أنت ، أقول لك هذي ليست من طبيعة عملنا ، فثار غضبي واشتطت غيظاً ، فقلت له : لو كان الحادث وقع -لا سمح الله- لأحد اخوتك هل سوف تجيبني بنفس هذه الطريقة ؟!! ، قال : كل جهة مسؤولة عن ما يخصها .. هل هناك شيء ثاني ؟ ، فقلت له : مع الأسف أنك لم تؤدي الأمانة التي عليك ، فقال : مؤديها وإذا مو عاجبك ..........! ، وأغلق الخط في وجهي ..!! ، ثم سألت من حولي عن رقم حوادث المرور ، وبعد الاتصال الثالث أو الرابع أجاب : نعم ، فأخبرته بالحادث ، فأجاب : هل هناك مصابين ؟ ، قلت : نعم ، قال : اتصل على الإسعاف .. وسوف أبلغ بطريقتي من سوف يقوم بمباشرة الحادث ، وبعد انتظار دام أكثر من ساعة تم حضور المسعفين والمرور ، هذا الحادث وقع قبل نقطة تفتيش أمنية ( تفتيش بوابة منتزه الثمامة ) .
كيف لو كان بعيداً عن منطقة المخيمات ولم يشاهده أحد من المارة ..!!! ، كم سوف يستغرق الوقت كي يصل المسعفون ورجال المرور أو أي جهة أمنية ؟؟!!! لماذا لا يوجد رقم موحد لجميع الحالات الطارئة الأمنية والطبية على غرار (911) في الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟!!!!
في بداية عام 2009 في شهر يناير كنت في أمريكا ( نيويورك ) تحديداً ، أقلعت طائرة من مطار كندي بنيويورك ودخل في محرك الطائرة طائر ، مما جعل المحرك يشتعل ناراً .
يقول الكابتن : فكرت بأن أرجع إلى المطار للهبوط الاضطراري ، ولكن في جزء من الثانية قدّرت أن هناك خطورة على المناطق السكنية التي سوف أمر من فوقها في حال انفجر المحرك وفقدت السيطرة على الطائرة ، أو أجازف بحياة الركاب وزملائي ، فقررت أن أقوم بتفريغ الوقود الموجود في الطائرة والهبوط بها في نهر الهدسن الواقع بين نيويورك ونيوجيرسي .
وشكر خفر السواحل والمسعفين ورجال الأمن الذين كانوا متواجدين خلال 7 دقائق بعد الهبوط في النهر .
هل تعلمون كم عدد المصابين في هذه الحادثة ؟؟ ، مصاب واحد فقط ، كسرت ساقه أثناء تدافع الناس للخروج من الطائرة قبل غرقها ، مصاب واحد فقط ، نعم نعلم أن المقدر والحافظ هو الله عز وجل ، لكن أين بذل الأسباب مع التوكل على رب الأرباب ؟!!!!
هل تعلمون لماذا شكرهم ؟؟ لأنه قال عن طريق جهاز النداء لبرج المطار ( النجدة ، النجدة ) وقام البرج بالاتصال على (911) وأخبرهم بالحالة فقام رجال المرور بإغلاق جميع الطرق الفرعية في وجه السيارات المدنية وتسهيل حركة مرور المنقذين ، وقام الدفاع المدني وانتفض من عدة مناطق في نيويورك بتلبية النداء ورجال الإسعاف وكذلك خفر السواحل والإف بي آي fbi
هل برج المطار قام بالاتصال أولاً بخفر السواحل ثم المسعفين ( الصليب الأحمر ) ثم الدفاع المدني ثم المرور ثم الإف بي آي fbi ثم ... ثم .... إلخ ؟؟ طبعاً الجواب ( لا ) .
لأن كل شيء مرتبط بـ(911) ، هذا الرقم يعرفه حتى من يعيش خارج أمريكا ، بل حتى غير الأمريكي ، ولو تسأل طلاب المدارس ما هو رقم الطوارئ في أمريكا سوف تسمع (911) ، إن هناك فرق بين النجدة السعودية (999) والنجدة الأمريكية (911) ، النجدة السعودية مخصصة للدوريات الأمنية بشكل أدق ( الشرطة فقط ) أما النجدة الأمريكية (911) اسمها النجدة فقط ، النجدة لكل شيء ، تابعوا معي في السعودية .
(1) 993 المرور .
(2) 994 خفر السواحل .
(3) 996 أمن الطرق .
(4) 997 الهلال الأحمر .
(5) 998 الدفاع المدني .
والقائمة تطول .
ثم يقال أن الأطفال الأمريكان أذكى من أطفالنا ، عندما يعرضونهم علينا في بعض البرامج الوثائقية كيف أن الطفل أنقذ والده أو والدته أو صديقه أو كلبه أو قطته ، وهذا غير صحيح ، فليسوا هم الأذكى ، ولكن الميزة الوحيدة أن الطفل الأمريكي عليه حفظ رقم واحد ، هو رقم النجدة (911) ، بينما أطفالنا عليهم حفظ كل الأرقام السابقة ، والإنسان عندما تقع عليه مصيبة بالكاد يتذكر أن يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) أو ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) فما بالك بلائحة الأرقام السابقة .
لو قام أي شخص بالاتصال على استعلامات الهاتف (905) وسألتهم عن هذه الأرقام لن يجيبك قبل أن يتأكد من جهاز الكمبيوتر الذي أمامه عن هذه الأرقام .
كيف لو حدث حريق في بيت أحد منا -لا سمح الله- فماذا سوف يفعل الطفل الذي لا يستطيع أن يحفظ هذه الأرقام ؟؟!!! طبعاً الكل يعرف فقط (999) والباقي ( نسأل الله السلامة ) .
أليست كل هذه الأرقام مندرجة تحت وزارة الداخلية ؟؟! .
لذلك أناشد سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ونائبه سيدي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أن يتم توحيد رقم للطوارئ ، ويتم تثقيف المأمور ، أقصد أن تكون لديه ثقافة امتصاص حماس المتصل والصبر وطول البال ، وأن يكون مُلِم بجميع الطرق والشوارع الفرعية والأحياء .
فمثلاً الرياض أو جدة أو مكة أو المدينة المنورة أو الدمام ، وأن يكون مستلم البلاغ يعرفها كما هو متداول في هذه الأيام ، حي حي ، دار دار ، شارع شارع ، زنقة زنقة ، شبر شبر ، وتكون هناك دورة في هذا المجال ويحصل رجل الأمن أو من يعمل في الطوارئ على شهادة تخوله للعمل في هذا المركز المهم الحساس .
وتكون الشهادة مثل شهادة العسكري الميكانيكي أو الكهربائي ، أي شهادة عسكري فني ، وكلما تم تخطيط حي جديد في هذه المناطق يقوم بدراسته وحفظه عن ظهر قلب ، كما يشترك في تخطيط الحي وزارة البلدية والشؤون القروية وشركة الكهرباء والاتصالات والمياه والمواصلات والتخطيط .
وأناشد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي ، الذي منذ أن تسلم هذا المنصب رأينا تغير ملحوظ على هذا القطاع المهم ، لكن يجب إنشاء مراكز لهم على بعض الطرق السريعة ، وهناك خطط كثيرة يجب أن يتم إصلاحها وتنفيذها بالتعاون مع وزارة الصحة أو الشؤون الصحية .
أسأل الله السميع العليم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وإخوانهما وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والإيمان ، اللهم احفظ بلادنا هذه خاصة وسائر بلاد المسلمين من أعداء الدين والحاسدين . ودمتم
هذه القصه جاتني من احد الاصدقاء بالايميل